الحضرة الشفشاونية



اشتق مصطلح الحضرة (حرفيا من لفظ "حضور") ويراد به اجتماع أهل الطريقة الصوفية للذكر والإنشاد والتي تقام في سياق روحي خاص بالطرق الصوفية.وتعد الحضرة من الفنون العريقة التي تجمع بين الإنشاد والذكر والابتهالات المرافقة لبعض الإيقاعات المحدودة، والتي تقام في بعض الزوايا الدينية أو في بعض أضرحة الأولياء الصالحين. وتعتمد الأذكار الصوفية على قصائد البردة والقصائد الحلبية والمولديات والأزجال المحلية والتي تتغنى كلها بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى درجة الوصول إلى حالة معينة من النشوة الروحية أو الوجد والذي يعتبر ثمرة اتحاد والحضور الإلهي. يتجلى هذا الفن اليوم خصوصا خلال المواسم الدينية أو ما يعرف " باللمات" واحتفالات دينية أخرى، لا سيما أعياد المولد النبوي.

بادرت النساء الشفشاونيات منذ القدم إلى الحفاظ على فن الحضرة من جيل إلى جيل، ابتداء من جيل الجدات والأمهات إلى يومنا هذا. ويرجع الفضل في ذلك إلى الولية الصالحة الشريفة للا هبة البقالية، والتي ارتبط ذكرها بالزاوية البقالية بدوار الحرايق (قبيلة غزاوة)، بحيث شكلت هذه الزاوية أهم مصادر الحضرة الشفشاونية، والتي برزت ابتداء من القرن السادس عشر الميلادي، بل وخلفت تراثا روحيا مهما من القصائد الدينية والابتهالات والمدائح النبوية.

ونظرا لجماليته الروحية، فإن هذا التعبير الروحي بات يعرفا إشعاعا وطنيا ودوليا بفضل الانخراط القوي لثلة من النساء الكريمات على غرار أرحوم البقالي، خيرة أفزاز، ماجدة غلولي، حنان مضيان، باعتبارهن القيمات على الحفاظ ونشر هذا التراث النسوي غير المادي. بعض من هؤلاء هن خريجات معهد الموسيقى وحاصلات على دبلومات معترف بها في الموسيقى النظرية إلى جانب آلة العود، مما بات يشكل بعدا علميا جديدا للعناية الجمالية بهذا الفن الروحي. وهكذا. فهؤلاء الفنانات بادرن إلى هيكلة صفوفهن ورد الاعتبار لهذا التراث غير المادي بإقامة مجموعة من الفرق الفنية بمدينة شفشاون، والتي تعددت أسماؤها، ونكتفي بالإشارة إلى بعضها على سبيل الذكر لا الحصر:

فرقة أخوات الفن الأصيل برئاسة الفنانة أرحوم البقالي؛
فرقة الحضرة الشفشاونية برئاسة الفنانة خيرة أفزاز؛
فرقة الحضرة الشفشاونية برئاسة الفنانة ماجدة اغلولي؛
فرقة الحضرة الشفشاونية برئاسة الفنانة حنان مضيان؛